نظّم النادي الثقافي مساء أمس أمسية حملت عنوان ” أغاني الجبالي في عُمان ” تناول بها الباحثون شرحا عاما عن الفنون التقليدية العمانية وأغراضها الشعرية ، واستهلها الإعلامي سالم السعدي مدير الأمسية بتقديمه أبيات من فن الشرح،وتناول الشاعر والكاتب سماء عيسى في ورقته حول فن التغريب أو في تسمية أخرى ” فن التشويق الجبالي العماني ، ووصفه بفن تعبير عن الشعور المساوي في الحياة، فن ما تمنح العزلة و الوحدة من بث الألم والحزن وليس لأحد ينتظر يسمعه واستقبال حزنه، بل إلى فضاء الجبال حيث الفن هذا يؤدى مفرداً أو تؤديه امرأتان ، حيث ترد الثانية على الأولى بنفس العمق الشجي. ثانياً لأنه لا يودي وقف استعداد مسبق ولا تصاحبه أوقات موسيقية أو إيقاع تعين المؤدي كما هو الحالة في الفنون الأخرى، وتعتمد الحطابة في أدائه على ما يختزله صوتها من شجن والقدرة على البث الشكوة والحنين، فضلاً وهذا الأهم أن هذا الفن لا يؤديه الرجال، وتؤديه الحطابات أثناء تأدية عملهن في قطع أغصان اليابسة من الأشجار.

بعدها قدّم الشاعر الباحث علي المعشني أبو زايد شرحاً عن الفنون الريفية في ظفار، والأغراض الشعرية التي تتناولها هذه الفنون، مناسباتها وانسجامها مع الطبيعة ومدى تأثيرها في نفوس المتلقين ورسالتها، وتطرق بشكل خاص حول فن( النانا) الذي يعد من الفنون الأصيلة من الفنون الريفية في محافظة ظفار ، هذا الفن من قديم الزمن، فن يؤدى سجعاً دون مصاحبة أي آلات موسيقية ، وهذا دليل على قدمه وأصالته، وهناك الكثير من التأويلات التي يتم تداولها بين الناس حيث تم نسبه إلى آلهة النانا وتشبيه بأسماء أخرى، والنانا بريئة من كل ذلك، فالنانا في اأاصل هي الشكوة البينية وهو فن ظفار يؤديه الراعي أو يؤدي الشخص على رؤس الجبال وعلى الأودية وهذه الجبال تعيد الصدى لهذا المؤدي فتسمى الشكوة البينية ، بينك وبين نفسك ، وبينك وبين الطبيعة وهو قريب جداً من الطبيعة ويلامس الكثيرة من مفردات الطبيعة وخصوصيتها .

وشهدت الأمسية حضوراً متميزاً للفنانين محمد البرعمي، وسالم العمري حيث قدّما مقاطع غنائية لتلك الفنون مثل فن النانا والدبرات .
وفي ختام الأمسية قام الشاعر والأديب عبدالرزاق الربيعي نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي بتكريم المشاركين فيها .