في إطار الجهود والمساعي الحميدة التي يبذلها النادي الثقافي؛ لتعزيز الشراكة بينه وكبريات المؤسسات والمراكز والمكتبات التاريخية والحضارية المهمة، قام الشيخ الدكتور محمد بن سالم بن عبدالله الحارثي ممثل النادي، ومدير تحرير مجلة “الثقافية” الصادرة عن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بزيارة رسمية إلى أستراليا، التقى فيها بعدد من المسؤولين عن الشأن الثقافي والمكتبات، وصناع القرار، والباحثين المتخصصين، شملت الزيارة جانبا من الولايات والمقاطعات الأسترالية: (فيكتوريا – نيو ساوث ويلز – مقاطعة العاصمة الفيدرالية). تعرف ممثل النادي خلالها على أهم المكتبات الجامعية والوطنية، كما زار عددا من المتاحف ودور العرض، وشارك في بعض التربصات العلمية والأنشطة والبرامج الثقافية المختلفة التي زامنت الزيارة. كانت جامعة موناش ومكتبتها العريقة الوجهة الأولى للبرنامج؛ مصحوبة برفقة الأستاذ الجاد حسين المعمري -طالب الدراسات العليا بالجامعة؛ حيث تخلل اللقاء جولة تعريفية بمرافق الجامعة ومكتبتها، ثم البحث في أضابيرها عن بعض أهم المصادر والمراجع القيمة لمشروع النادي. تلا ذلك زيارة المكتبة الوطنية في كانبرا؛ حيث أعدت المكتبة برنامجا حافلا للوفد، استمر زهاء أربع ساعات، نوقشت خلاله العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. كان في مقدمة المستقبلين لوفد السلطنة: السيدة كاترين فافيل – مديرة مركز خدمات القراء، والسيدة سارة شيندلر – المديرة المساعدة، ومسؤولة دعم المراجع والبحوث، والسيدة هيلين ستيورات – مرشدة معرض الكنوز، والدكتوره سوزانا هيلمان – أمينة الكتب النادرة، والسيدة جيت كلين – مديرة الأصوات بمختبر رقمنة الأصوات. كما تمت زيارة مكتبة نيو ساوث ويلز، والتي تعد بحق مكتبة ضخمة وعملاقة، حوت العديد من الكتب والمصادر القيمة والنفيسة والنادرة، إلى جانب مخطوطات عربية وإسلامية مثمنة؛ ومصاحف قرآنية ومصورات إسلامية أندلسية وغيرها. كان في مقدمة المستقبلين: السيد جيفري باركر – كبير منسقي البحوث والاستكشاف، والذي قام بعرض أهم النفائس التاريخية التي تحتفظ بها المكتبة، وعرّف ببعض النسخ القرآنية النادرة. بعدها قام مدير الدعم البحثي بعمل جولة تعريفية للوفد في قاعة المكتبة الكبرى. تبعتها زيارة المعرض الخاص بالمكتبة، والذي يعد متحفا مستقلا، متصلا بالمكتبة، يعرّف بأهم الأعمال والفعاليات والمصورات الرقمية ومواد الميكروفيلم وغيرها.
شمل برنامج الوفد -أيضًا- زيارة: جامعة سيدني، ثم المكتبة الوطنية النيوزلاندية؛ والتي تحفل ببعض أندر الأعمال والمؤلفات والمخطوطات العربية والرسايل التاريخية والوثائق المهمة. وفي السياق ذاته التقى الدكتور محمد الحارثي بسعادة الدكتور حمود بن عامر الوردي – القنصل العام لسلطنة عمان بأستراليا، والذي قام مشكورا ببرمجة اللقاء، والتنسيق له. تحدث القنصل العام على هامش اللقاء عن الجهود المبذولة من قبل القنصلية، وأهم المساعي والفعاليات والأنشطة والبرامج المقدمة، ثم تحدث مطولا عن واقع التعليم العالي بالسلطنة، وما تضطلع به كراسي السلطان قابوس العلمية من أدوار حضارية، بخاصة كرسي السلطان قابوس بجامعة ملبورن. والذي تشرف عليه حاليا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، كما تحدث عن مشاريع مهمة سبقت لإحياء وبعث واستحداث بعض الكراسي العلمية الأخرى. من جانب آخر استرسل في وصف المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات التعليم العالي بأستراليا، واستعرض واقع البعثات التعليمية، وأوضاع الطلاب العمانيين الدارسين. كما تبادل الطرفان أحاديث مختلفة حول قضايا تتصل بالبحث العلمي والثقافة والفكر، وتعرضا لتقرير مؤسسة الفرقان للتراث العربي والإسلامي بأستراليا، والمسح المنجز بهذا الخصوص، والتعريف كذلك في المقابل بجهود النادي الثقافي ورئاسته الجديدة لخدمة هذا الملف الحيوي والمهم.


