النادي الثقافي يزور مكتبة الفاتيكان وعددا من المكتبات الإيطالية
في إطار المساعي الحثيثة التي يبذلها النادي الثقافي لتعزيز حضوره الخارجي، وتشبيك علاقاته الثقافية والعلمية مع عدد من كبريات المؤسسات والمكتبات العالمية. قام الدكتور الشيخ محمد بن سالم بن عبدالله الحارثي – ممثل النادي الثقافي، ومدير تحرير مجلة “الثقافية” الصادرة عن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بزيارة رسمية لمكتبة الفاتيكان، وعدد من المكتبات الإيطالية؛ للاطلاع والتعرف على الفعاليات والبرامج وأشغال إدارة العمل المكتبي، إلى جانب الوقوف على أهم المخطوطات والوثايق العمانية والعربية والإسلامية والأجنبية. التقى خلال تلك الزيارة ببعض الأطر والكوادر العاملة على هذا الملف، واستمع منهم إلى شرح ضافٍ لمشتملات العمل المكتبي وتفاصيله، وآلية إدارة المخطوطات وترميمها والعناية بها، وعرضَ -في المقابل- واقع التجربة العمانية بهذا الخصوص، وما أحرزته من نتائج إيجابية مبشّرة، وما يُعلّق على ذلك كله من آمال عراض لصالح الموروث الفكري العماني الأصيل. شارك ممثلَ النادي في زيارة مكتبة الفاتيكان الأستاذُ سعيد اليحمدي – نائبا عن سفارة سلطنة عمان بإيطاليا، والذي عمل جاهدا على التنسيق وبرمجة تلك الزيارة، والتحضير لها. شملت الزيارة بعض أهم المواقع، والمتاحف، ودور العرض، إلى جانب لقاء بعض الشخصيات المهمة؛ من علماء وأدباء وفنانين ورجالات فكر. تأتي هذه الزيارة امتدادا لزيارات سابقة قام بها ممثل النادي لعدد من الدول الصديقة، شملت كلا من: أوزبكستان، وأسبانيا والبرتغال، وأستراليا، ونيوزلند.
مكتبة الفاتيكان:
تعد مكتبة الفاتيكان واحدة من كبريات المكتبات المعروفة على مستوى العالم؛ بما تحويه من كنوز وأسرار. كانت زيارة المكتبة محطة رئيسة أولى ضمن برنامج الرحلة الحافل. استقبل الوفدَ الممثل المفوّضةُ: نوفا – مسؤولة التشريفات والضبط، والتي شرحت برنامج العمل المعتمد للزيارة، واستخرجت الوثايق الرسمية المطلوبة لها، ثم قدمت الباحث المختص السيد المحترم: أندريا، الذي رحّب بالوفد، وبدأ عمل جولة تعريفية له، استهلّها بقاعة العرض العام، فأرْوِقة المكتبة الأساسية، فقاعة المخطوطات. وفي الأثناء عرّف بالأقسام الأخرى المساندة، ومرافق الخدمات المتاحة. يُسجِّل المترددون على المكتبة عادة رسميا؛ بوصفهم أعضاء دائمين بها، وذلك بعد تقديم خطاب رسمي أو شخصي، شارحٍ طبيعةَ العمل البحثي الذي يقومون به، أو الغرض من طلب العضوية. وبمجرد حصول الباحث على العضوية فإن امتيازا يحصل عليه، يتمثّل في:
- الاستفادة من الخدمات التي تقدمها المرافق المختلفة للمكتبة.
- دخول المبنى الرئيس، ضمن فترتي العمل الصباحية والمسائية، وإمكانية البقاء فيه؛ لحين انتهاء الموعد الرسمي المقرر للزيارة.
- تمكينه من الاستفادة من أوعية المعلومات المعتمدة للعرض، والمتمثلة في:
- الوثايق والمخطوطات.
- البحوث والدوريات.
- الكتب والموسوعات العلمية.
في قسم المخطوطات يحدد الباحث رقما له، يقترن بطاولته البحثية، يكون مدار المطالعة والبحث عليه، يستخدم بطاقة العضوية لتحضير المخطوط المطلوب، يحق للعضو طلب عدد (٥) مخطوطات صباحا، و(٣) مخطوطات مساء، كما إن من حقه طلب استثنائه برفع ذلك السقف؛ لظروف بحثه، وطبيعة العمل المقدم. يستخدم الباحث حق دخول المكتبة الرئيسة باستخدام بطاقته الشخصية، ومنها يدلف قسم المخطوطات، في حال ما إذا كان الهدف البحث في هذا القسم تحديدا. لا يمكن استلام أكثر من مخطوطة في الوقت نفسه، بل تسلم كل طلبية بعد الانتهاء من سابقتها. ثم لا يسمح للباحث بمغادرة القسم قبل إخلاء ذمته البحثية، بعدها لا بد من المرور على مسؤولي المكتبة الرئيسة لأخذ إذنٍ آخر للخروج باستخدام البطاقة، حيث تظهر بيانات الباحث كاملة، والأقسام التي استخدمها، ومدى خلو ذمته من أي تبعات. وبذات الطريقة يغادر الباحث المبنى ككل؛ إذ لا بد من المرور على القسم الأمني واستخدام البطاقة مجددا، وطلب إذن الخروج النهائي.
استغرقت زيارة الوفد قرابة أربع ساعات، مصحوبة بشروح ضافية، وباستعراض بعض أهم المخطوطات العربية وأنْدرها، المطلوبة سلفا من القسم المختص، إلى جانب رسالة يتيمة، وجهها إمام اليمن المتوكل لأحد أئمة اليعاربة العمانيين -سيأتي ذكرها لاحقا-. المخطوطات محفوظة بطريقة احترافية، ومجلدة بأغلفة مُوَحّدة، يحمل كل غلاف منها على كعْبه رقم المخطوط، الذي يتطابق غالبا مع الفهرسة التي وضعها وعرّبها الباحث الأشكوري؛ في رحلته المهمة للفاتيكان.
بالجملة تكتسب مكتبة الفاتيكان رمزيّة خاصة؛ كونها تعد واحدة من أعرق المكتبات وأهمها على الإطلاق؛ نظرا لما تحفل به من مخطوطات ووثايق وخرائط نادرة، يعدّ بعضها بحقّ من أسرار العالم القديم. ولسنا مبالغين إنْ عددنا هذه الزيارة واحدة من أجلّ الزيارات، التي قام بها النادي الثقافي لمعلم حضاري مهم، ومكنز حضاري ثرّ للتراث الإنساني بعامة، فضلا عن التراث العربي والإسلامي.. حيث يقارب عدد مخطوطات المكتبة نصف المليون، أو أقل من ذلك بقليل. بينها آلاف الوثايق والخرايط، ومئات المخطوطات العربية التي أفصح عن بعضها صريح جهد الباحثين الذي تعاقبوا على زيارة تلك المكتبة وغيرها عبر السنين، وإنْ لم يُعرّف ببعضها الآخر -كما ينبغي-.
تشير بعض التقارير إلى أن أهم مجموعة للمخطوطات العربية بالمكتبة -والتي قُدِّر للوفد الوقوف على جانب من مشتملاتها- المجموعة الموسومة Vat. ar؛ وهي اختصار لـ (فاتيكان – عربي). في هذه المجموعة يوجد حوالي (269) مخطوطا مرفوعا، وعدد آخر لم يقدر رفعه بعدُ. فهرسَ هذه المجموعة وعرّبها: أ. صادق الحسيني الأشكوري (سنة 1432 هـ). بعد البحث والتقصي ومسح ما فُهْرِس، استعرض الوفد جمهرة من العناوين، أهمها:
- روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر، لمحب الدين أبي الوليد، المعروف بابن الشحنة، المحفوظ على الرقم (276).
- جهينة الأخبار في ذكر ملوك الأمصار، لحسن بن عمر بن حبيب، على الرقم (277).
- أخبار الدول وآثار الأول، لأبي العباس أحمد بن يوسف، على الرقم (280).
- الدر المنتخب في تاريخ حلب، لابن الشحنة، على الرقم (286).
- المضاف في بدائع الزمان في أخبار كرمان، لأفضل الدين أبي حميد أحمد، على الرقم (532).
- السلوك لمعرفة الملوك، لتقي الدين المقريزي، على الرقم (725).
- حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور، لابن تغري بردي، على الرقم (727).
- الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم، لعبد الباسط بن خليل الملطي، على الرقم (728).
- الأعلاق الخطيرة في ذكر ملوك الشام والجزيرة، لعز الدين أبي عبدالله محمد، على الرقم (730).
- لطائف أخبار الأول فيمن تصرف في مصر من أرباب الدول، لمحمد بن عبد المطيع الإسحاقي، على الرقم (733).
- عيون التواريخ، لصلاح الدين الكاتبي، على الرقم (735).
- صدق الأخبار، المعروف بتاريخ ابن أسباط، على الرقم (748).
- مجموع يتضمن رسالة لسلطان عمان (بن سلطان بن سيف بن مالك)، من الإمام الزيدي المتوكل إسماعيل، على الرقم (1036)، … الخ
المجموعة الأخرى التي تضم مخطوطات عربية، هي مجموعة: Sbath، الموسومة بكاهن سرياني يدعى: بولس سباط، بيد أن الوفد لم يقف للأسف عليها، أما تقرير مؤسسة الفرقان فيؤكد -هو الآخر- حجم الموروث الفكري العربي والإسلامي بالمكتبة، والذي يربو على ألفي مخطوطة. هذا إلى جانب مئات المخطوطات الأخرى، المتوزعة في مكتبات إيطاليا وخزاناتها، في كلٍّ من: روما، وفلورنس، وبولونيا، وميلان ..الخ.
المكتبة المركزية الوطنية بفلورنس:
لم تكن زيارة هذه المكتبة اعتيادية؛ فموقعها المميز في قلب أحد شوارع فلورنس التاريخية، ومكانتها المهمة، وبُعْد مبناها الحضاري، جعل منها أيقونة متفردة في وسطها العلمي والثقافي، بواحدة من كبرى المدن الإيطالية العريقة. أدار برنامج الزيارة ونسق له: السيدة كاترينا جويدوتشي- مسؤولة غرف الاستشارة بالمكتبة. كالعادة فإن أول ما يقوم به أيّ زائر للمكتبة تسجيل عضويةٍ تمكّنه من الاستفادة من خدماتها، ففي غرفة مخصصة لتقديم البيانات واستخراج بطاقة العضوية اللازمة يقدم الراغب في الاستفادة من تلك الخدمات البيانات المطلوبة منه، وبمجرد حصوله على العضوية يكون قادرا على استخدام الشبكة الداخلية، ومنصة المعلومات المنصوبة، واستخدام القاعات المختلفة للبحث والمطالعة. يحتوي الدور الأول للمكتبة على بهْوٍ واسع، خُصِّصَ لتقديم المعلومات للزوار، كما توجد به منصة مجهزة للتصوير وتقديم خدمات النسخ. يقود البهو إلى قاعتين متقابلتين، الأولى لبطاقات الوصف القديمة، والتي تعد بحد ذاتها كشافات شاملة، تتوزع في ثلاثة أدوار عامرة بالأرفف. كانت هذه الطريقة وما زالت معتمدة للبحث قبل استخدام المواقع والتطبيقات الحديثة. أما القاعة الثانية فتتكون من غرف متعددة الاستعمالات، استخدم بعضها معرضا للكتب والنشرات، يدْلُف بك إلى قاعة المطالعة الكبرى، التي ينظر إليها بوصفها أقْدمَ قاعة مطالعة بفلورنس؛ حيث يزيد عمر المبنى عن مائة عام، وقد شرح السيد ماريو – مسؤول المكتبة العامة، الصعوبة التي كان يعانيها السابقون أثناء عملية رفع الخزاين للأدوار المخصصة للكتب.
أما الدور الثاني فهو مخصص -كما أشير إليه- للكتب والمخطوطات والوثايق، تتوسطه قاعة الخدمة، والتي تقسم المعروض قسمين:
(أ) الوثايق، والخرائط، والمخطوطات.
(ب) المطبوعات.
استقبل ممثلَ النادي في القسم الخاص بالمخطوطات: السيدة ماريا – المسؤولة عن القسم، والتي رحبت بالزيارة، وأبدت تعاونا كاملا ومقدّرا. عرّفت في البداية بمشتملات القسم، الذي يحوي قاعة عرض مفصولة، يتقدم العضو فيها ببطاقة عضويته، ثم تحدد المخطوطات المطلوبة له، ثم يحال إلى الموظف المختص، ويقدم هناك أرقام تلك المخطوطات، والتي يتم تحضيرها في وقت لا يتجاوز (١٠) دقائق. يتسم التعامل مع الباحثين بالمرونة، والتيسير، وتسهيل وصولهم للمطلوب، والاحتفاظ بمصورات منه -حال الرغبة في ذلك-. لقد تمكن ممثل النادي في أوْحى مدة من الحصول على بعض المصورات القيّمة لمخطوطات بأكملها، كما وُفِّقَ في استحضار عدد من المخطوطات، أهمها:
- نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي، لمحمد الصغيّر بن الحاج عبدالله الوفراني النجار المراكشي، المحفوظ على التسلسل (25)؛ ضمن المجموعة العربية.
- حديث زوال دولة البرامكة وحكاية ما جرى لها مع الرشيد وأخيه المهدي؛ خلفاء الدولة العباسية، المحفوظ على التسلسل (14) lll.
- درر الحكام، لمحمد بن فرامرز بن علي، المعروف بملا خسرو، المحفوظ على التسلسل (21) lll.
- الصالحي، لجمال الدين محمد بن سالم، المعروف بابن واصل، المحفوظ على التسلسل (1 F.27) ..إلخ.
- خرائط متفرقة، وكتب لاتينية عتيقة جدا، محفوظة على سلاسل مختلفة.
مكتبة جامعة بولونيا:
في القلب النابض من أزقَّة بولونيا القديمة، وخلف أهم معالمها التاريخية والحضارية، تقبع مكتبة جامعة بولونيا العتيقة، التي تحتفظ بحوالي 450 مخطوطة عربية وإسلامية، وعدد ضخم من المصاحف، والوثايق الإسلامية، المكتوبة بالعربية والفارسية وغيرها. البرفيسور جياكومو نيروزي – المنسق العام للمكتبة ومسؤول الإرشيف التاريخي، والدكتور جبرائيل فيرارييو – أستاذ الفلسفة وتاريخ العلوم بجامعة بولونيا، كانا في مقدمة مستقبلي ممثل النادي الثقافي، حيث رحّبا بالضيف، وقدّما له إيجازا افتتاحيا حول المكتبة ومكانتها وأهمية ما تحويه من إرث إنساني عالمي.
وفي مكتب البرفيسور جياكومو استعرض المضيف عددا من الكتب والمؤلفات والكاتولجات المختصة، التي أنجزها قسمه، ثم تحدث حول مشروع الفهرسة الضخم الذي تعمل عليه المكتبة لمخطوطاتها، وبعض المشروعات التعاونية مع بعض دول الخليج لتصوير المخطوطات ورقمنتها. من جانبه أبدى ممثل النادي استعدادا تاما للتعاون في كل ما من شأنه نجاح مشروع الفهرسة، وتحدث عن تجربة سلطنة عمان في فهرسة المخطوطات، وتصويرها، والعناية بها، من خلال جهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب (وزارة التراث والثقافة سابقا)، حيث تولّى ممثل النادي -إلى جانب أساتذة مختصين- عضوية لجنة فهرسة المخطوطات، في بدايات العمل على ذلك المشروع، ومن خلال جهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية -كذلك-، وعدد من المؤسسات الثقافية والتراثية العمانية الأهلية والخاصة، من جانبه تحدث الدكتور فيرارييو عن رحلة المخطوطات إلى المكتبة؛ حيث وفدت المخطوطات العربية خاصة من تركيا ويوغسلافيا، وأهدى بعض مُلاك المخطوطات ومقتنيها نوادر من محفوظاتهم؛ عبر سنوات من العمل على جمع تلك المخطوطات والعناية بها. يتقاطر على المكتبة اليوم -إلى جانب زوّارها من الباحثين وغيرهم- أفواجٌ من الطلاب والدارسين والدارسات بالجامعة، تقام لهم محاضرات تعريفية، وورش عمل تدريبية فيها؛ لتعريفهم بهذا التراث المحفوظ، وقيمته الحضارية. يتولى الدكتور جبرائيل فيراريو تدريس مادة الفلسفة وتاريخ العلوم؛ من طب وصيدلة وكيمياء وفلك .. إلخ، ويستعين كثيرا بالمخطوطات والرسوم المحفوظة بالمكتبة؛ للنباتات والحيوانات وغيرها، والتي عرضت طائفة منها على ممثل النادي، إلى جانب القوالب الخشبية المعدة لتلك المصورات. جدير بالذكر أنّ أقدم مخطوطة تحتفظ بها المكتبة تعود للقرن السادس الميلادي، كما توجد بعض المخطوطات البابوية الثمينة. المكتبة بحق تعد مَكْنَزًا للمخطوطات العربية والإسلامية النفيسة، ومستودعا ضخما للقى والآثار.
اطّلع ممثل النادي على عدد من تلك المخطوطات؛ في الأدب العربي، والنحو، ومخارج الحروف، إلى جانب عدد آخر من المصاحف القرآنية النادرة، وبعض الأدعية، والكتابات العربية والسريانية. كانت الزيارة غنية ومثمرة.
مكتبة الأمبروزيانا:
تعد قبلة لطالبي المخطوطات والمطبوعات الحجرية -على حدٍّ سواء-. تقع المكتبة بالقرب من ساحة تاريخية، تضم كاتدرائية ضخمة، وأسواقا ومسارات مقصودة هي الأخرى من قبل الناس. تهافت على المكتبة الكثير من الجهات، التي وُفِّقت أو تكاد لتصوير جمهرة من مخطوطاتها النفيسة، والتي يحتل التراث اليمني جزءا مهما منها؛ حيث وضع بعض التجار الإيطاليين اليد على تلك الثروة النفيسة، ثم ما لبثوا أن أهدوها المكتبة في مرحلة لاحقة. ينظر لمكتبة الأمبروزيانا اليوم بوصفها حاضنة مهمة للمخطوطات العربية والإسلامية، لا في إيطاليا فحسب، بل وفي القارة الأوروبية ككل. تحتفظ المكتبة بمخطوطة عمانية نادرة، نسخها خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة، للسيد بلعرب بن مهنا بن محمد بن حمير اليعربي سنة ١١١٦ هجري، وبذيل المخطوطة قصيدتان -بائية ولامية-، للشيخ عمر بن مسعود المنذري السليفي، في مدح السيد يعرب بن الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي. استقبل ممثل النادي المسؤول عن قسم المخطوطات، وشرح آلية تحضير المخطوطة المطلوبة، حيث يتتبع الباحث التسلسل المعتمد للمخطوطات ضمن الكاتلوج المنجز الذي ستأتي الإشارة إليه، ثم يملأ استمارتين، مضمنتين رقم المخطوطة، وهوية طالبها، مع الإقرار بالمحافظة عليها حال الاستلام (يحق للباحث عدد “4” مخطوطات في كل فترة). بعدها شرح أحد المختصين طريقة الوصول للمخطوطات عبر الكاتلوج -المشار إليه-، والذي يضم وصفا لأكثر من 500 مخطوطة عربية وإسلامية، كما يقدم موقع المكتبة الرسمي عبر الشابكة خدمة الوصول إلى أرقام تلك المخطوطات وتوصيفها، وقد تم استعراض ذلك -أيضًا- مع فني المكتبة المختص بنظم المعلومات، الذي تولى بيان آلية البحث من خلال موقع المكتبة الإلكتروني. طلب ممثل النادي عددا من الأعمال (ضمن الإطار الزمني المخصص للزيارة)، أهمها:
- الأعْلاق النفيسة، لأبي علي أحمد بن عمر، المحفوظ على الرقم والتسلسل (N.B.1841).
- تاريخ ابن خلكان، المحفوظ على الرمز والتسلسل (S.P.Z.X.V 30-31).
- عجب العجب من أحوال العرب، لعبد الحق البغدادي، المدرس بالكلية الأعظمية بالهند، المحفوظ على التسلسل (650 GRIFFlNl).
- محاضرات الأوائل ومساءلات الأواخر، لابن علاء الدين البوسنوي، المحفوظ على الرقم والتسلسل: (E. GRIFFlNl. 184).
- مروج الذهب للمسعودي، المحفوظ على الرقم والتسلسل (S.P.Z.XIV 53-54).
- إلى جانب عدد من المخطوطات العربية والإسلامية، في مقدمتها المخطوطة العمانية -آنفة الذكر-، والتي تحمل عنوان: ترياق القلوب، المحفوظة على الرقم والتسلسل (C. 129).
جدير بالذكر أن المكتبة تضم عددا آخر من الأعمال حول سلطنة عمان وتاريخها المجيد وعلاقتها بسواحل إفريقيا الشرقية، وهي أعمال مطبوعة في فترات سابقة، كما يحوي الإرشيف الإيطالي عامة ذخائر مهمة، ومراسلات قيّمة ونادرة لسلاطين آلبوسعيد، يوصي ممثل النادي الجهات المختصة في سلطنة عُمان -خاصة الهيئة- بالعناية بها، واستكمال البحث والتنسيق حولها.
نتائج الزيارات :
يمكن إجمال أهم ما خلصت إليه تلك الزيارات في الآتي:-
- التعرف على أوعية المعلومات التي تشتمل عليها تلك المكتبات بعامة، ومكتبة الفاتيكان خاصة.
- الاطلاع على آليات العمل على حفظ المخطوطات وترميمها والعناية بها، والطرائق والأساليب والتقانات المستخدمة لذلك.
- الوقوف على بعض العناوين التي أسفر عنها البحث في الكشّافات والفهارس والبيبليوغرافيات المتاحة، والاستفادة منها، ما يُشكِّل إضافة مهمة وقيّمة للعمل البحثي الخاص بالنادي الثقافي.
- الحصول على بعض مصورات المخطوطات العربية والإسلامية، أو أجزاء منها.
- تجسير العلاقة بين مؤسسة الفاتيكان ممثلة في مكتبتها والسلطنة ممثلة في النادي الثقافي، وعدد آخر من المكتبات الإيطالية.
- زيارة أهم المعالم الثقافية والحضارية، وشهود بعض الفعاليات والأنشطة المصاحبة لبرنامج الزيارة.